هل انت عاطل يعمل ام عاطل لا تعمل؟


في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها جميع البلاد العربية منذ فترة طويلة، وبعد ان احتل الانترنت مكانة كبيرة في منازلنا جميعاً تكاد تكون قضت علي مشاهدة ومتابعة التليفزيون، ما عدا شهر رمضان في مصر.

ولان الشباب العربي وخاصة المصري، للاسف يبحث دائما بعد تخرجه من الجامعة علي الوظيفة المناسبة لطموحاته في سوق العمل ولان سوق العمل الان اصبح لا يعترف بشهادة الجامعة فقط، فقد اتجه معظم الشباب العربي الي البحث عن دورات متخلفتة في عالم التقنيات والوب علي اساس انه سوق العمل الرائج حاليا، وقد ترك الكثير منهم غرف الشات في الياهو، والكف عن إضافة "المغربيات" علي ماسنجر الهوت ميل.

فمنهم من توجه الي دراسة دوارت في تصميم المواقع ومنهم من توجه الي البرمجة ، ومنهم من اهتم بالتسويق الالكتروني، علي اعتقاد انه الدجاجة التي تأتي له كل يوم بالبضية الذهب.

ولكن للاسف يصتدم الشاب بعد الانتهاء من الدورات التدريبة -ذات العناوين الرنانه بالحصول علي الوظيفة اثناء التدريب- بارض الواقع حيث انه لا يجد شركة تقوم بتوظيفه لانه عديم الخبرة.

 ويأتي هنا الانقسام الي قسمين:



- فنجد من يعاود الجلوس علي الانترنت مره اخري ولكن هذه المره مستخدما "الفيس بوك" ليروي مأسي حياته ومرارة الايام وتجاربة الفاشلة في الحصول علي العمل الذي يلبي طموحاته بين اصداقائة الذي يعرفهم ولا يعرفهم، وكيف اصبح عاطل بدون عمل، واللوم علي الاخرين دون اللوم ابدا علي نفسه في اي شئ، وان تشجع ولام نفسه يكون اللوم علي انه قد تأخر كثيرا في استخدام الانترنت وقد سبقه الكثير ممن هم اقل منه سنناً، لذلك هو الان عاطل بدون عمل.

- ونجد النوع الاخر بعد دراسة بعض الدورات،قد توجه الي العمل الحر وحول من جلوسه علي الانترنت الي عمل يدر عليه دخل قليل او ربما معقول في البداية، ثم دخل وفير بعد مرور سنه علي الاكثر.

فنجد من ينشأ موقعا خاصاً به يعرض عليه خدماته سواء كانت تصميم مواقع او برمجة او تسويق الكتروني، بدون صفحة عملاء في البداية، ثم بمرور الوقت يزداد عملائه، ومنهم من يعمل بالقطعه في احدي الشركات دون راتب ثابت، او حتي يعمل من خلال الانترنت براتب ضعيف في اكثر من شركة عربية بدون تعاقد ، لكنه بعد مرور الوقت سيجد بأن دخله الشهري قد يعادل وظيفة مدير عام في احدي الشركات الحكومية في مصر مثلا، وقد تأتي عليه شهور يغطي دخله تكاليف اشتراك الانترنت ومصاريفة الشخصية.

ولكن ايضاً هذه النوعية تصتدم مره اخري بواقع مرير ممن حولهم وهو انهم دائما يشعرونه بأنه عاطل بلا عمل، فللاسف مازال ابائنا يفكرون بتفكير اجدادنا، وهو ان العمل لديهم هو الخروج يومياً في الصباح الباكر ويعود قبل حلول المغرب، علي ان يكون العمل بعقد ويتكفل بصرف معاش بعد عمر الستين، ولا يفرق وقتها ما هو قيمة دخله الشهري من الشركة التي يعمل بها هل سيوفي متطلباته الحياتية ام سيتوجه الي الاقتراض في منتصف الشهر؛ ودون التفكير بأن المعاش الذي سيحصل عليه وقتها لا يكفي لافطار رجل مسن.

فتباً للتفكير الراجعي و هنيأناً لك اخي العاطل متصفح الفيس بوك
 لست وحدك العاطل بدون عمل، فالذي يعمل من خلال الانترنت
ايضا في نظر مجتمعنا هو الاخر عاطل بدون عمل.

فمن اي نوع انت عزيز القارئ ؟
العاطل الذي يعمل ، ام العاطل الذي لا يعمل ؟


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة